Posted on: السبت، 28 أبريل 2012

راشد يزرع




                            راشد يزرع
عندما تنهمر دموع حزني وتتخذ لها ساقيتان على ضفاف خدي , اظن ساعتها بأني سأجد ( راشد ) هناك عند الساقيتين ليسقي ما بذرت السنين من تجاعيد على وجهي , لكن راشد لم يكن هناك وربما لم يكن راشد يمتهن الزراعة يوما ولم يحمل يوما مسحاة وربما ان ملح دموعي قد جعل ارض خدي ميتة لا تصلح للزراعة لذلك هجرها راشد واستبدل بمسحاته  ربطة عنق  ونظارات فقد صار راشد مسؤولا ...
(راشد يزرع ) لم تعد عبارة مفيدة بقدر ماهي عبارة تثير السخرية وتبعث الملل والنفور من كل شئ يرتبط براشد , ولا ادري لماذا عندما اقرأها اشعر باني ساذج الى درجة التفاهة , وانا اعرفه حق المعرفة انسان كسول إتكالي همه ملئ كرشه , ويكره الارض الى درجة انه يبيعها بكيلو غرام  من الفاكهة المستوردة ,
       حتى الارض كرهت راشد , لكن سطوته وبساطة الناس جعلت الكثير منهم يصدقون بأن ( راشد يزرع ) ولم يتساءل احد منهم متى ( راشد يحصد ) وقد مضى على زراعته تسع سنين !!!!
كنت اتصور حين كنت ساذجا بان راشد يزرع العنبر وكانت صورته تقفز الى مخيلتي كلما شممت رائحة العنبر وهي تفوح من جانبي الطريق حين مروري على مناطق زراعة الرز , لكني وبعد تسع سنين من زراعة راشد اكتشفت بانه زرع لكل بيت عبوة بعد ان سقى الارض بماء الطائفية وألبس  الناس احزمة التدمير , وأمسك هو بالريمونت .

Posted on: الاثنين، 23 أبريل 2012

الحقيقة بين الوهم والاستحمار


    الحقيقة بين الوهم والاستحمار
حملت حقيبة معاناتي واتجهت الى حيث تأخذني قدماي المتورمتان لكثرة البحث عن مكان انتساب الحقيقة , هارب من كل وهم تسبب في جعلي انسانا هامشيا على صفحة الوجود , وصارخ بين احشائي ينتفض من الاعماق قائلا  – انا الحقيقة – وعلى خوف مني عليه كنت احاول دائما ان لايسمع الواهمون ذلك الصوت الصادح ولم اكن اشعر باني بتكميم  فم الحقيقة في داخلي قد شاركت الواهمون جريمتهم ووأدت الحقيقة في احشائي ورضيت ان اكون واهما مثل الجميع , لكني لازلت مجد في المسير وها قد اشرفت على مدينة لم تحملها خارطة ولم يعرف لها عنوان , وخوفا من بطش اهلها اتخذت مكانا بين الادغال لأتعرف عن كثب على عادات وتقاليد اهل هذه المدينة , وقد هالني ما رأيت ..
حاكم المدينة مولع بالحمير الى حد الهوس , يقوم في كل ليلة بأدخال الحمير الى معلفهم الدافئ ويترك الناس خارج اسوار المدينة يعانون البرد القارص ويتعرضون بين الحين والحين لهجوم الوحوش المفترسة , وفي النهار عليهم ان يكدوا ويشقوا لتوفير طعام الحمير , حيث كان الحمير منعمين والبشر يعانون انواع العذاب والالم والجوع , واستمر الحال عدة سنين ,
وكما يقال ان الحاجة ام الاختراع فأن حاجة الناس للدفء والامان من الوحوش الكواسر جعلهم يتوصلون الى فكرة عجيبة ..
في مساء احد الايام وكعادة الحاكم يقف في شرفته وينادي حميره للدخول , فما ا ن نادى دخلت الناس مع الحمير , فأستغرب الحاكم ذلك وسألهم من انتم ؟؟؟ قالوا : نحن المستحمرون , فضحك الحاكم وسمح لهم النوم مع الحمير ,
لما رأيت ذلك وعلى طول تصبر وترقب وانتظار لأدراك الحقيقة, قررت ان ارجع لأكون واهما  خير لي  من ان اكون مستحمرا مع الحمير .

Posted on: السبت، 21 أبريل 2012

حبيب السعيدي: عشق بدوي


عشق بدوي



عشق بدوي
عقلت ناقة بداوتي وعطفت نحو الرافدين ابحث عن وشاح حضارتي ومدنيتي , يحدو بي أمل النوال وتوهم المآل , احمل في جلبابي قرطاسا وقلما كاد ان يجف فيه المداد , فلقد مضت السنون تلو السنون وهو متلهف ان يفرغ مكنون سره وعصارة حزنه بين اسطر القرطاس , وقد آن الاوان ان يتعانق العاشقان في جنة على ضفاف الفرات , ويلهبان الارض بحرارة العناق فينضج الرطب و يطيب الثمر ويحين القطاف , وسرعان ما أينع في قرطاسي الثمر ,فللفرات سحر الوجود وسر الخلود وقوة الالهام ..
جلست اتغزل بقوام النخيل واداعب اشجار البرتقال .. انقش اسمي مع اسماء العاشقين على جذوع الشجر مفتخرا بأن صار لي اسم مع تلك الاسماء , وكم هو جميل ان تذكر في قوائم العشاق , ان تحفر اسمك بشفافية على جذع التاريخ , فربما بعد سنين يمر احفادي من هنا لينقشوا عشقهم الابدي لهذا العراق فتقع نظراتهم الهائمة على اسمي فيزيدهم فخرا انهم تناسلوا من اسرة كلها عشاق ..
امررت يدي بلطف على اسماء الخالدين لأستحضر وجودهم بقربي واستشعر بانتمائي اليهم , اغمضت عيني كي أعيش لحظتي معهم , اجالسهم , احادثهم , اتواصل معهم عبر جذوع الشجر , وما كنت ادري ان التواصل محظور والعشق محظور وان الحديث عبر جذوع الشجر يرميك بسجن ابدي وغرامة تصل الى خمسين ناقة وانا قد عقلت ناقتي واحتضنت جذوع رغبتي ظنا مني اني قد هجرت البداوة وقساوة الصحراء ..لكني سأعود الى بداوتي وباديتي فليس فيها ما يمنع تواصلي وتغزلي.














Posted on: الجمعة، 20 أبريل 2012

شعلة حرية

حين كان شبابي متمردا , واحلامي تقفز فوق الاسوار , كنت اخط بالطبشور على السبورة , واعلن ثورة , لكن  !!  لا ثوار !!! اكتب اني شعلة حرية , لا ارغب ابدا ان اكون نصب الحرية , فالنصب موت الاحرار ,
للشباك كانت عين , وللجدران اذان واذان , وكان الصغار يكتبون والجرذان يقرضون فتمردي كان مخيف ...
وبعد ثلاثين عام  لم يعد عندي طبشور ولم يعد العالم يحتاج الطبشور , سكنت نفسي ووهن عظمي ولم اعد ذلك المتمرد المشاكس ,
بعد ثلاثين عام صارت كلمتي ترعب وصار حرفي يلعب دور الجلاد ..
رغم اني كبرت ...رغم اني ضعفت ,  لكني لازلت شعلة حرية ومازلت ارفض ان اكون نصبا للحرية ..
ايها المدون العراقي .....
انت نبراس الحرية

Posted on: الأربعاء، 18 أبريل 2012

بغير مقدمات




هكذا بغير مقدمات...
..اني حامل .....
 ..قالتها بصوت خفي ..
فوقفت كالديك متبخترا
فارضا فحولتي ,
 وفي داخلي عجب ,
أهكذا تفعل أحرفي !!
سألتها وأنا اخفي افتخاري  ..
سرعان ماحملتي بأحرفي ؟؟..
داعبتك ب(ع ) عشقي
ولامستك ب (ر ) رجائي
واقمت فيك ( أ ) صَفِيْ ..
أمن (عين )أمن ( راء )أمن( ألف ) حملتي ؟؟
يا رونق السيدات أما ترين اني لست الا ركاما من احرف؟؟
 احرف  لو جمعتِها كانت (عرى )
أمن عراي  ياصفحة المجد حملت ؟؟
وهل يحبل  المجد من عرىً كُفِيْ؟؟
فتخطت امامي مبدية مفاتنها
قهقهت حتى اهتزت اسطرها وتراقصت في احشائها  احرفي
قالت حين ضاجَعَتْ احرفك اسطري , تركت ال (ق ) قائما فقامت بقيامه الاحرف ..
واشتعلت حروفك بين اسطري , متوهجة بقائم مرهف
فاكتملت بقيامه احرف يسوقها وهو بالمجد ملتحف
بعين وراء رام العلى  وقاف محيط بعد الف
حملت جنينك في داخلي ..جنين شوق وانتظار ولهف

Posted on: الثلاثاء، 17 أبريل 2012

عذرا ايها الصديق

عذرا ايها الصديق
لم أعد ذلك البليد الذي بأبتسامة تنسيه ولم اعد لك صديق ..لم نأت من نفس الطريق , وما كنا يوما على ذات الطريق ..
عذرا ايها الصديق
لم امتلك خيار رفقتك وما فكرت يوما انك لي رفيق, لكنه قدري ان اكون معك في سبات,
فعذرا ايها الصديق إن قررت ان استفيق

حبيبي

قالت : لم اقصدك حين ناديت (حبيبي )انما قصدت قلبي الذي بين يديك ..
فقال : لم التفت اليك حين التفت لكني سمعت روحي تناديني
مرغم ان اودعك ...
واترك صمتي لديك فلم تعد الكلمات قادرة على فهم عينيك

شرقيتنا تأبى ان تهان

شرقيتنا تأبى ان تهان
من هناك , حيث تصل الشمس كعادتها متأخرة قياسا بوصولها الى العراق , من دول المغرب العربي , ارجفت الارض بمخاض سريع , فجاء المولود مشوها غريبا , لايشبه اباه ...
فكثرت الاقاويل في المشرق العربي , منهم من يتهمه بانه ابن زنا , ومنهم من يقول بجواز حصول طفرة وراثية , ومنهم من يقول انه لقيط وان امه لم تكن حاملا قط ...
هذا المولود غريب في كل شئ وليس فقط في مولده , فهو ينمو بسرعة كبيرة , اليوم عنده تعادل سنة نمو عند غيره من المواليد , اذ سرعان ماشب وصار فتى مولعا بلعبة الوثب الطويل حتى انه وثب وثبة من المغرب الى المشرق , فخشي اهل المشرق من وثبة اخرى تجعله يتربع على عروشهم , فكان قرار المواجهة وانقسمت المنطقة بين غرب نطاط وثاب , وبين شرق متحفز مرتاب .
وهنا لابد من تفريغ الساحة فالمواجهة باتت وشيكة والقضية دائرة بين ان تكون او لاتكون , بين الوجود واللاوجود , فالامر لايحتمل وجود معارض او حتى من نحتمل انه معارض او صاحب فكر تسامحي او اصلاحي , لا نريد من يتكلم بعقل وتعقل فالمسألة مسألة مصير ولا نريد من يستحكم القران فالحكم للسنان وليس للقرآن ..لذا قررنا قطع اللسان واعدام الانسان وتعتيم النور على الجدران وذبح الشرف المصان فشرقيتنا تأبى ان تهان

اسرائيل

اسرائيل ...انا اكرهك..
رغم اني لم أر يهوديا ولم يقمعني يهودي ..لكنني هكذا اكرهك ..
سمعت عنك انك بنت مدللة هوجاء , وانك لا تتناهين عن منكر تفعليه ..لذلك كرهتك بعنف , حتى تمنيت لو انني اعرف كيف ارميك بحجارة , ولو كنت اعلم لتشرفت بأن اكون طفلا فلسطينيا مدجج بالحجارة ..
سمعت انك تمتهنين الدعارة وتمنعين البشارة فعشقت رجمك بالحجارة ..
وانك تغلقين المساجد وتحرقين المصاحف وتذلين المؤمنين وتطردين المصلين فكرهتك يا اسرائيل ..
عذرا فكل ذلك هراء ...
فلايعقل ان اسرائيل تجعل الصلاة في العراء ...والمساجد بانزواء , والمصاحف تحرق في العلن والخفاء ..
ابدا ..من قال هذا الهراء ؟؟
اتجعل الصلاة تحت وطأة السلاح ؟؟ أفي اسرائيل هذا مباح ؟؟
عذرا عذرا , فأنت يا اسرائيل رمزا للصلاح , وانت اهل للتقوى والفلاح والصلاح, وانت السلم والسماح ..
اعذرك لو قتلت اخوتي فانت لم تعرفي منهج دعوتي ...واعذرك لو شردت عائلتي فأنت لاتعرفين سر بلدتي .. واعذرك لو احرقت مصحفي فانت لاتؤمنين بصدق رسالتي ..
لكن ما عساي ان اقول لاخوتي !!!!

(هذه الصورة ليست في اسرائيل )

تحقيق

الاسم : مواطن
السكن : بيت صفيح
التهمة : الانتماء للوطن
هكذا سجل ضابط التحقيق في الليلة الثانية بعد الالف التي لم ترويها شهرزاد بعد ان اكتفت بالف ليلة وليلة واحدة , اما ليلة هذا المواطن فلم تذكر في كتاب ولم تروى في كتاتيب الاطفال او حتى مجالس العجائز , لكن ضابط التحقيق سجلها باحرف من سياط على جلد المواطن المسكين .

افكار

تتراقص في مخيلتي آلاف الافكار , واحدة سمراء واخرى بيضاء وثالثة شقراء , واحدة تلبس الجينز , واخرى تنورة مخملية قصيرة , واخرى فستان سهرة , وتتنوع الاشكال والالوان والثياب , وفي اخر رواق مخيلتي هناك واحدة عارية كأنها تنتظر من يقضي معها ليلته , واحرفي الوقحة تشعر بالوحدة, الالف المنتصب عندي لم يُقْصَر يوما فوق فراش الياء , ارسلت احرفي فأحاطت بها وانجبت بفورها ثورة شوهاء متراعشة

الظلم

الظلم : كلمة طالما مقتها منذ صغري رغم اني لم اعرف لها مصداق بعينه آنذاك , فكل ماكنت اعرفه هو ان الظلم شئ قبيح ..ثم تدرجت مداركي حتى اصبحت ارى ان الظلم هو تسلط الاخرين عليك , او هو إقصاؤك عن مرتبة تستحقها او مقام انت له اهل , او هو تكميم الافواه وقمع الحريات وسحق الكرامة , وصارت كل ذرة في جسدي تترجم الظلم وفق ما تتفاعل معه ., فتارة مع السياط واخرى مع الماء الساخن وثالثة مع الكهرباء, او قلع الاظافر , واخرى مع الجوع والعطش والحرمان ..لقد عرفت الظلم , تذوقت الظلم , تأوهت الظلم , توجعت الظلم ..
لشدة معاناتي لم اجد متنفسا غير اللجوء الى السماء , وبدأت ابث حزني ووجعي حتى صرت اشعر بيد خفية تمسح على رأسي وتثلج صدري فأستشعر الأمان واستلذ الألم واستطيب الوجع مادمت مستحضرا ليد الغيب ,
شارف الخمسين عمري ولا زلت استشعر بتلك اليد تربت على أكتافي وتمنحني دفء الاعتقاد بضرورة الصبر على الظلم الذي تعددت مفرداته وتنوعت , وصرت انظر اليه على انه شرك ...نعم.. وجدت ان الشرك ظلم عظيم , وصرت متطرفا في نظرتي غاية التطرف , ويبدو ان منهجيتي التحليلية كانت وراء تطرفي , فالسارق ظالم لانه ظلم غيره باخذ ماله بغير وجه حق, لكن السرقة حرام ومرتكبها عاص والمعصية تعني اطاعة الهوى والنفس , والله تعالى احق بالطاعة (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ) , العاصي جعل من هواه إلها من دون الله ومن يفعل ذلك فقد اشرك بالله ..
الزاني مثل السارق اتخذ الهه هواه من دون الله وقد اشرك ..القاتل والمغتاب والمرابي والمرتشي وووووو...الخ كل هؤلاء مشركون ...هل تحول المجتمع من مجتمع توحيدي الى مجتمع إشراكي !! ليتهم اخذوا بموعظة لقمان لابنه (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)
صرت أمقت مجتمع الظالمين وانفر منهم نائيا بطريقة بهلولية حكيمة احفظ بها دفء تلك اليد الرحيمة , ولعل البعض يخترق بهلوليتي ليوحي بان الاكثرية من الناس مؤمنين فما يكون مني الا ان ازداد بهلولية اتجاههم لأنهم حمقى يريدون ان اصدقهم واكذب الله الذي قال (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) فأمتطي فرسي الخشبية وأعلنها كما أعلنها الله (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)
فما كان منهم إلا أن صاروا يرمونني بالحجارة حتى أدموني واحرقوا داري , فأخذت فرسي الخشبية وخرجت هاربا من القرية الظالم اهلها , ولم اقف إلا عند شيخ يبكي لأسأله عن سبب بكاءه فأجابني { لقد ظلمتني يا بهلول ..لقد سرقت عصاي هذه وصيرتها فرسا لأكثر من ثلاثين سنة .. ثلاثون سنة يا بهلول وانت تغتصب عصاي ..لقد اطعت هواك وعصيت أمر مولاك } ..لكنني وجدتها مطروحة لا صاحب لها ..
هذه العصى خذها ايها الشيخ ..فقال :
العدل يا بهلول ان تحملني وتطوف بي في القرية ثلاثين سنة مثلما حملتك عصاي هذه ثلاثين سنة ..

امتحان القمة

امتحان القمة
كنت فرحا لا تكاد الأرض تسعني ..فقد نجحت من الصف الخامس الابتدائي واصبحت تلميذ بكلوريا , وما زاد في فرحي وعد أمي بأن تشتري لي معزة صغيرة عند نجاحي ...كم كنت مسرورا وانا العب مع معزتي التي فضلتها على جهاز الحاسوب حين خيرني والدي بينه وبين المعزة كهدية نجاحي فاخترت معزتي الجميلة ..
قضيت عطلتي الصيفية كلها مع معزتي نلعب معا , نمرح معا , نأكل معا , نشرب معا , كنا ننام معا ...انا ومعزتي ..وقد بدأ العام الجديد وعلي ان اجتهد وأذاكر جيدا فأمامي امتحان البكلوريا , واستلمت كتبي الجديدة تفوح منها رائحة القرطاسية الرائعة وانا في غاية السرور فقد بلغت نهاية المرحلة الابتدائية , بلغت القمة , أنا ومعزتي في القمة ..صرنا نذاكر معا رغم انها لاتفقه شيئا من الحساب او الجغرافية , كانت اذا شعرت بالملل تأخذ من كتاب الوطنية قضمة , فأثور عليها لكن سرعان ما اصالحها بقضمة اخرى , حتى لم يعد لدي ( وطنية )وانا مقبل على امتحان القمة مما يضطرني ان الجأ الى صديقي لأستعير منه كتاب الوطنية , كنت اخجل ان اقول له ان معزتي اكلت وطنيتي فاضطررت ان اقول انها ضاعت في فوضى حجرتي ..لكن معزتي لم تفهم حراجة موقفي ولم تفهم اسباب ثورتي وان أمامي امتحان قمة , فالتهمت جغرافيتي وصارت تبعرر في الحجرة , وغدا عندي امتحان تاريخ ...ماذا اقول لمعلمي ؟؟؟ تاريخي في بطن المعزة ؟؟ !!!

بقرة الشعب

بقرة الشعب
في جمهورية بعيدة , هناك ,ما وراء الشمس , حيث مات رئيسها , ولم يتوصل الشعب بعد الى اختيار رئيس جديد يقوم مقام الرئيس الراحل بشرط ان لا يجيع شعبه وان يجعلهم في رفاه دائم ابدي...مرت شهور وشهور والبلد بغير رئيس يحكمها حتى كادت الفوضى تعم تلك الجمهورية الامنة المسالمة الغنية , وبعد طول انتظار وطول ترقب , يتقدم بخطى واثقة , رجل عظيم , يتعهد ان لا يجوع فقير ولا يظلم انسان , فصفق الجميع وهتف الجميع ..ليحيا الرئيس ..ليحيا الرئيس.
وفكر الرئيس بمشروع عملاق كي ينعش اقتصاد شعبه , فقرر ان يشتري بقرة , يشرب الشعب من حليبها وتعمل المعامل لتحويل الحليب جبنا وقشطة ويتم تشغيل كل الايادي العاملة في الجمهورية في هذه المعامل فيأكل الشعب ويشرب من نتاج البقرة وتنتعش كل قطاعات الدولة , فتزدهر الزراعة من اجل توفير العلف للبقرة وتزدهر الصناعة وحتى النقل , وسوف تتحول الدولة الى الجمهورية المثلى ..
وباشر الرئيس بتنفيذ مشروعه العملاق واشترى البقرة وجعل لها حصانة , تذهب حيث تشاء وتأكل من حيث تشاء , لايمسها احد بسوء..وصار الشعب يزرع لإشباع البقرة ,
ومرت السنين تلو السنين ولازال الشعب ينتظر منتوج البقرة التي كانت تأكل كل مايزرعون وصاروا يستدينون من الجوار طعاما للبقرة ...فأحرج الرئيس وتعجب من أمرها واصدر قراره برفع الحصانة عن البقرة وقطع القوت عنها وأمر االجزار ان يضرب البقرة حتى تطرح حليبها ..واذا بها تصرخ في وجه الرئيس يا ايها الرئيس أما يكفي انكم تهينوني كل هذه السنين وتنعتوني بالبقرة ؟؟ ثم تمنعون الطعام عني وتضربوني لأطرح لكم حليبا ؟؟ ايها الرئيس اقسم بالدستور اني ثور ولست بقرة .

Posted on: الاثنين، 16 أبريل 2012

حبيب السعيدي: وثائق عراة

حبيب السعيدي: وثائق عراة:                                   وثائق عراة      هناك حيث النسيم العليل يداعب وجهها المحمر خجلا ويضاجع العشب الاخضر حامل معه رشة ماء من ...

وثائق عراة


                                 وثائق عراة    
هناك حيث النسيم العليل يداعب وجهها المحمر خجلا ويضاجع العشب الاخضر حامل معه رشة ماء من نهرين قريبين فيغسل بها وجهي , ونسائم باردة كأنها ترانيم ساحرة أخذت قلبي وأسرت لبي بعد ان دب في جسدي سحرها الأخاذ ليبهرني بروعة الجمال وبهجة المنظر, فأغدو أسيرها المفتون أتمايل مع رداءها الشفاف حين تبعده الريح عن جسدها فيأبى إلا العودة لملامسة ذلك الجسد الطري , ودون وعي مني دنوت منها بشغف عاشق مسحور تاهت منه الكلمات فلم يجد الا ان يقول (ايتها البيضاء المصون : من تكونين ؟)
قالت وهي تحاول ان تلملم ( بخجل ) ثوبها الشفاف لتستر محاسن جسدها فزادت مفاتنها حسنا وإغراءا, (سيدي : أنا قدرك المحتوم )..
لم اصدق ما سمعت أذناي .. لعلي احلم ؟ لعلي أتوهم ؟
.... (سيدي : أنا قدرك المحتوم )
قالت وكأنها فهمت انبهاري (ضمني إليك لتتأكد أني حقيقتك التي لا تنفصل عنك أبدا )..
يا إلهي !  ماذا اسمع ؟! وهل انتظر ؟ !
جذبتها بكل عاطفتي وشدة رغبتي , حتى أني لم ادر , هل أنا ذبت فيها أم أنها ذابت بحرارة شغفي..
لم اشعر إلا والعشب الندي يدعونا إليه لإطفاء لهب عشقنا , فأجبنا وتوارينا بين الأعشاب  (والعصافير تشدو والجداول تغني ونسائم الربيع تنضح بسحر البنفسج) لأنقش في رحمها اسمي وذكورتي وتاريخ مولدي فالتصقت بها والتصقت بي واستكفيت بها واستكفت بي رغم انها كانت فعلا (جنسية ) ,
وفجأة توقف كل شئ , صمتت العصافير وسكن الهواء ووقف العشب منتصبا  ليشهدوا ذكورتي على جنسيتي واعلنوا انتمائي الى المكان والزمان , الى العشب والماء والعصافير , لقد أصبحت جزءا من الزمان والمكان فقد عرف الجميع ذكورتي وصارت حبيبتي , اميرتي , جنسيتي تحمل في رحمها جنين انتمائي وصارت نفسي  تطاول تلك الباسقات شموخا , مزهوة مفتخرة , فقد حظيت بجنسية وسكن ومئونة, انها جنسية عراقية , فمن مثلي وهي تحمل ذكورتي , ومن مثلها وأنا احمل عراقيتها
 لكن قانون القبيلة يأبى الا ان يعكر صفو وحدتنا وحلاوة انسنا فيصر على احضار وصيفتها كشاهدة على اقتراننا , ربما ليمنعوا شيوع الفضيحة, ربما ليمنعوا اختلاء غيري بها , ربما وربما ,
ولما استشعروا ضجري حاولوا تهوين الامر علي,  فقالوا (لم الضجر ؟؟ انها مجرد - شهادة جنسية -) وكأن العشب والعصافير , والنسيم والجداول لم يشهدوا ذكورتي أو يلحظوا اقتراني بها...
يا للقدر ! وصيفة عثمانية تشهد بعراقية أميرة !!
وصارت القبيلة تمنحني بين الحين والحين زيتا وسكرا وتأخذ مني بالمقابل ما يكفي لإشباع قبيلة , لم اكن اعلم حين اقترنت بجنسيتي  ان أكد لأعالة افراد القبيلة وان ابرز كل حين وثيقة تثبت اني اقوم بتموين القبيلة , وبدأت افهم قول اميرتي ( اني قدرك المحتوم ), ورغم اني لم اعد املك الا ثيابي مازلت اتمسك بجنسيتي رغم اني فقدت حريتي , رغم اني وقعت في شراك القبيلة واستنزفت كل اموالي وصارت جنسيتي قيدي لكني لازلت اشعر ان كرامتي تكمن في قيدي ولن اقبل ابدا ان يفك قيدي..
لم اعد ذلك الامير الذي يملك آبار البترول ويملك نهرين يخرقان بكارة بلدي , لم اعد املك حتى حريتي ولم يعد العربي يتمنى نيل جنسيتي , صرت اسير القبيلة , تحركني اهواء القبيلة , توقفني نزعات القبيلة وصارت عراقيتي مثل كرة يلهو بها افراد القبيلة
فتغيرت حياتي وانكفأت سعادتي , وحزنت جداولنا الجميلة ونفضت اشجار ربيعنا أوراقها فهجرتها العصافير واغتالت سموم الصيف نسائم عشقنا وخلعت الأعشاب ثوبها الأخضر المبتل برشحات الندى , فتململت روحي وضجرت نفسي وبدأت اشكك بحقيقة جنسيتي فربما تكون أفغانية أو ربما هندية مما يجعل القبيلة تطلب مني دائما بطاقة سكن .
فيا شيخ القبيلة  استأصل جذور جنسيتي وخذ ما تبقى من ثيابي واتركني عاريا مثل كل ابناء القبيلة , فعراي كاف لإثبات جنسيتي .

أزمة تعيين ..وأزمة سكن

http://www.facebook.com/photo.php?fbid=383097405055682&set=a.253333604698730.65621.211614335537324&type=1&theater
أزمة تعيين ..وأزمة سكن

بقلم : حبيب السعيدي

حين ولدت وجدت نفسي أعيش في غرفة صغيرة( مؤجرة) مع اسرتي البالغ عددها تسعة افراد من ام اجهدها الحمل والوضع , واب يجاهد الحياة بطلب الرزق في سوق الخضار , لم اكن اشعر ان ولادتي ستكون عبئا على اسرتي وان على أبي ان يبحث عن مصدر رزق آخر في الليل ليتمكن من سد الافواه الجائعة فيعمل حارسا ليليا ليغيب عنا اربع وعشرون ساعة يوميا فلم نعد نراه الا صدفة ,
لم اشعر اني سأزيد اختناق اخوتي وازاحمهم في مكانهم الضيق , ويوما بعد يوم صرت انمو واكبر وصرت استشعر معاناة شقيقاتي وهن يلجأن الى الحمام لتغيير ثياب المدرسة بسبب ازدحامنا في الغرفة, واتفهم صراع أخوتي على ( بطانية ) يتدثرون بها معا , إن سحبها أحمد تكشف علي وان سحبها علي تكشف احمد , وحين بلغت العشرين صرت اتفهم لماذا لم يفلح احد من اخوتي في دراسته , ولماذا تمرد اخي خالد واصبح مجرما يأنس بالسجن كما يأنس الطفل بثدي أمه..
لكن والدتي منذ صغري أصرت على ان اكمل دراستي حتى تخرجت من الجامعة لأكحل عينيها بشهادة علقتها على جدار الغرفة ... تخرجت من الجامعة لأجد نفسي مجرد رقم يضاف الى جيش العاطلين ,
صرت اكبر وصارت حاجتي الى الزواج تكبر معي , وجنون ان يفكر من هو مثلي بالزواج ولكنها غريزة نضجت لم يمنعها الا ضيق مسكني وانعدام ما بيدي , فلم يكن امامي الا امتهان النصب والسرقة اعتمادا على مهارتي وذكائي لأتمكن من ايجار غرفة اخرى , وحين استبيح وطني لم أجد في رأسي ذرة من غيرة عليه لأني لم أجد ما يربطني فيه ولم اشعر يوما بأنتمائي اليه ولعل مايذكرني بعراقيتي هو هوية الاحوال المدنية التي لم تفارق جيبي...عراقي لا أملك في العراق حتى شبر من الارض ولم اعرف فيه الا الحرمان ....بلد خلق بداخلي مجرما فما الذي يربطني ببلد تسبب بشقائي , وما كنت فيه إلا رقما عشوائيا زاد في محنة أهلي وقاسمهم قوت فقرهم ..
صرت في الجريمة مثل ناعور يحركه ثور الرغبة والشهوات, يدور ثور غرائزي موغلا في الجريمة دون ان يتسائل لماذا , والى متى ؟؟
صرت اتفهم اسباب الجريمة في بلدي أكثر مما يتفهمها اصحاب الفخامة, بل حتى ان ثور الناعور صار يفهم اكثر من اصحاب الفخامة وبات يعلم انه لو امتنع عن الدوران لكان طريق الجزار اقرب اليه من الساقية ,فهل يتفهم اصحاب الفخامة اسباب جريمتي واسباب انحراف اخوتي ؟؟
(بعد أنتهاء حديثه تمنيت له حظا افضل وحياة اكثر استقرارا في بلد يكون فيه المسؤول خادما لشعبه متفهما لمتطلباتهم راعيأ لشؤونهم منصفا لهم عاملا لخدمتهم )